خصله بيضا
جلس الشاب يائسا من حياته يتأمل لحظات حياته بما فيها من حزن و فرح و اسى
من الواضح انه لم يكن محبط بشده
ولكنه حاول ان يستدر عطف نفسه على حاله
فاذ به يحاول يبكى
بدأ يتأمل مشاهد حزينه من حياته
حتى يدركه البكاء
يتامل مشاهد سعيدة كى يحس باسى و لوعه ما اصابه من هم وحزن
ولكنه لم يستطع البكاء
فكلما حاول تكرار ذالك فشل
لكنه فشل ايضا فى ان يرسم ابتسامه مصطنعة على شفتيه
فسأم ما يفعل
و قام لينزل و يرى الناس
فارتدى ملابسه و احضر حزائه و ذهب ليصفف شعره
لكنه رأى فى المرآة شيئأ غريبأ
فى مقدمه شعره خصلة بيضاء
نعم خصله بيضاء
انا موجودة فعلا وليست اريكسون من عمل الشيطان
فاصابه الهلع
انه كان يرى شريط حياته و ذكرياته فى منتهى الطول
ولكنه لم يعتقد انه قد اصبح عجوزا
صوت الراديو يرتفع
اغنية رق الحبيب
ماذا حدث
انه طرب لسماع ام كلثوم
فوجد نفسه فى مكان قاتم مظلم لا احد من حوله
يحاول الخروج لكنه لا يستطيع
فلم يحاول لانه اكتشف ان اليأس قد بلغ اشده
و تربع على عرش الاحاسيس
بجواره حاشيته من الملل و الحزن و الضعف
فوجد الامل خائبا حزينا
فسأله لماذا كل هذا الحزن
انك الامل
من يرسم البسمة على شفا الضعفاء والمنكوبين
فرده قائلا لقد اصابنى اليأس
و اصبح كل من الحزن و الاسى اقوى مننى فى قلوب الناس
فما بتّ ارسم البسمة على شفا احدا
و الادهى انى فقدت القدره على الرسم اصلا
ففذعت من ذلك وذهبت انظر الى نفسى فى المرآة
لاتحقق ماذا قد ابدو الان
فنظرت للمرآة
لم ارى شيئأ
استطيع رؤية كل المكان لكن بدونى
فذهبت الى عدوى و ملك المكان
الياس
هل اصبحت ضعيفا على مجابهتك
فأجابنى
لا لقد اصبحت اضعف من ذلك
فلا احد يستطيع رؤيتك غيرى
و صفعنى بشده
فسقطت مغشيا علىّ
استيقظ الشاب مفذوعا
قرأ البعض من آيات القرآن
ذهب ليتوضأ و يصلى الفجر
فنظر للمرآة فوجد فى شعره خصله واحدة سوداء
صوت المذياع مرة اخرى
اغنية العنب العنب