التأثير المتبادل بين الأمثال العربية والأمثال الإسبانية(*)
للأستاذ الدكتور محمد محمد بنشريفة
من المعروف أن الأندلس كانت بلدًا تتعايش فيه الأديان والأجناس وتتعدَّد فيه اللغات والثقافات، وقد كان ذلك التعايش والتعدد في ظل دولة الإسلام ووحدة المذهب وسيادة اللغة العربية، إذ إن أكثرية أهل الأندلس أصبحت من المسلمين، ولكن كان إلى جانب هذه الأكثرية أقليات من النصارى واليهود الذين كانوا يعرفون اللغة العربية ويتدارسونها، فأما نصارى الأندلس الذين انتشرت بينهم اللغة العربية فقد دُعوا بالمستعربين Los Mozarabes لمعرفتهم بها واستعمالهم لها في أمورهم الدينية والدنيوية. "وكانت سماحة الإسلام وسلاسة اللغة العربية والمعاملة الكريمة التي تعامل بها الداخلون
الأولون مع المعاهـدين من أسـباب
ظاهرة الاستعراب السريعة التي حصلت بعد قرن أو يزيد قليلاً من دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة الإيبيرية"(1) وقد شكا بعض الرهبان من إقبال أبناء ملتهم على تعلم اللغة العربية وولعهم بآدابها، وشكوى الراهب القرطبي Alvaro معروفة، وقد جاء فيها أن إخوانه في الدين يجدون لذة كبرى في قراءة أشعار العرب وحكايتهم، وأن الموهوبين من شبان النصارى لا يعرفون إلا لغة العرب وآدابها ويؤمنون بها ويقبلون عليها في نهم وينفقون أموالاً طائلة في جمع كتبها(2)، ولعل من أسباب استعراب عجم الأندلس طموحهم إلى وظائف الدولة ورغبتهم في الوصول
إلى دواوين الحكومة، ومن المعروف أن الأمويين في الأندلس-مثل أسلافهم في المشرق– اســـتخدموا عددًا من النصارى في مختلف الدواوين وقد وصل بعض هؤلاء إلى أعلى الدرجات لدى الأمراء والخلفاء الأمويين،ومنهم القومس ربيع ذو الحظوة عند الحكم الربضي والقومس ابن انتنيان الذي كان الكاتب الأعلى لدى عبد الرحمن الأوسط وولده محمد، وقد نوه ابن حيان ببلاغته وجودة رسائله وبصره بصناعة الكتابة الحسابية وتدقيقه لها وقال فيه: "كان قريع كل من ينتحل البلاغة في عصره"(1) ومثل هذين الأسقف ربيع بن زيد الذي كان مقربًا إلى عبد الرحمن الناصر، ونهض في عهده بمهمات،ومن هؤلاء المستعربين حفص القوطي الذي كان قاضيًا للعجم في عهد عبد الرحمن الناصر، وله
دور مهم في نقل تراث عجم الأندلس إلى اللغة العربية نثرًا ونظمًا، ومنه أرجوزة نظم فيها الزَّبور يبلغ عدد أشطارها خمسة آلاف وخمسمئة شطر وقد طبعت منذ سنوات في فرنسا(2)، ومن أغرب ما يذكر أن الدواوين الحكومية كانت تعطل يوم الأحد جاء في المقتبس لابن حيّان: "وكان أول من سن لكتاب السلطان وأهل الخدمة تعطيل الخدمة يوم الأحد من الأسبوع والتخلف عن حضور قصره قومس بن أنتنيان كاتب الرسائل للأمير محمد وكان نصرانيًّا ودعا إلى ذلك لنسكه فيه،فتبعه جميع الكتاب طلبًا للاستراحة من تعبهم والنظر في أمورهم فانتحوا ذلك ومضى إلى اليوم العمل عليه"(3) وهذا تسامح كبير، ويوجد مثله في مشاركة المسلمين بالأندلس للنصارى في أعيادهم الدينية(4).
وأما يهود الأندلس فقد ظهر فيهم كتاب وشعراء ومؤلفون باللغة العربية، ومن المعروف أنه كانت لهم ثقافتهم ولكنها نبعت من موارد الثقافة الإسلامية ودُونت باللغة العربية، وتأثر اليهود بالثقافة العربية واقتباسهم منها وتقليدهم لها يبدو أول ما يبدو في عناوين كتبهم التي ألفوها بالعربية طوال العهد الإسلامي في نحو العبرية وبلاغتها وعروض شعرها وموشحها ومنها –على سبيل المثال– كتاب"الحجة والدليل، في نصرة الدين الذليل" ليهودا ابن ليفي الطليطلي(1) وكتاب "الحديقة في معنى المجاز والحقيقة" لموسى بن عزرا(2)وقد ظهر في يهود الأندلس كتاب وشعراء ذكر بعضهم المقري في نفح الطيب(3)، ومنهم من أسلم أو تظاهر بالإسلام كأبي الفضل ابن حسداي وهو من
أشهر الكتاب في عصر الطوائف(4) وإبراهيم بن سهل الذي يعتبر من كبار شعراء الأندلس"(5).
كان مع هذا التعدد في الأديان بالأندلس تعدد في اللغات، فإلى جانب اللغة العربية التي كانت لها السيادة وجدت لغة عجم الأندلس الذين ظل عدد مهم على نصرانيتهم ولكنهم – كما أسلفنا – تعربوا وأصبحوا يدعون بالمستعربين Los mozarabes وكانت العجمية أو اللاطينية كما سماها ابن حزم مسموعة ومعروفة لدى عامة أهل الأندلس وخاصتهم باستثناء أهل قبيلة بلي الذين يقول فيهم ابن حزم: "وهم هناك إلى اليوم على أنسابهم لا يحسنون الكلام باللاطينية لكنه بالعربية فقط نساؤهم ورجالهم"(6) وتوجد آثار هذه اللاطينية أو الرومانثية في خرجات الموشحات وغيرها. لقد نشأ
عن هذا التعدد الديني واللغوي والثقافي الذي أشرت إلى بعضه بإيجاز شديد مظاهر متعددة من التأثيرات المختلفة تدخل في باب التأثير المتبادل بين الثقافات العربية والثقافة الأجنبية وهو موضوع مؤتمر المجمع هذا العام، وقد رأيت أن أتحدث عن التأثير المتبادل أو المنفرد بين الثقافة العربية والثقافة الإسبانية. ومن المعروف أن الراهب اليسوعي خوان أندريس كان أول من نبه في القرن الثامن عشر على تأثير الثقافة العربية في الثقافة الأوربية عبر الأندلس، وقد تعددت إشاراته إلى مظاهر هذا التأثير في العلوم والآداب الأوربية، وهي إشارات وصفها المستعرب الإسباني أنخل جنثالت بالنثيا بأنها مبهمة، وقال إنها بقيت "دون إثبات مؤكد في عصره لأن شيئًا من آثار الأندلسيين لم يكـن قد
نشــر إذ ذاك ، أما اليوم وبعد ثمانين ومئة عام ونيِّفٍ من نشر كتابه(1)، فإننا نستطيع أن نذكر عن تراث الأندلسيين أكثر مما ذهب إليه، وقد تحصل لدينا الآن من الحقائق التي كشف عنها وأثبتها المستشرقون من إسبان وغير إسبان ما يمكننا من أن نعرض موجزًا لآثار المسلمين الأندلسيين في آداب من جاء بعدهم من الشعوب الأوربية وخاصة الإسبان"(2) وقد عرض أنخل جنثالت بالنثيا مظاهر من هذه الآثار في كتابه الذي نقله إلى اللغة العربية الدكتور حسين مؤنس رحمه الله(3)،وقبله أعلن أستاذه خوليان ريبيرا أن الموشحات الأندلسية هي أصل شعر التروبادور كما أعلن تلميذه الثاني ميجيل أسين بلاثيوس رأيه الذي بسطه في كتابه "الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية" وافـترض فيه أن دانتي اطـلع على
ترجمة لقصة الإسراء وتأثر بها ثم صح افتراضـه بعد ظهور ترجمات
أنجزت برسم الفونسو الحكيم(1)، وقد اندهش أنخل خنثالت بالنثيا للشــــبه العظيم بين مقامات الحريري وما يعرف في الأدب الإسباني بقصص الصعاليك أو المكدين(2) La novela Picaresca ، وعلاوة على ما هو معروف من انتشار مقامات الحريري بين الأندلسي(3) فقد وقفنا على مناظرة بين عالم مسلم عاش في مرسية بعد استيلاء النصارى عليها وراهب مسيحي حول بيتي الحريري الواقعين أثناء المقامة السادسة والأربعين من مقاماته وهما اللذان قال فيهما:
"أسكتا كُلَّ نافث، وأمنا أن يعززا بثالث" وهما:

سِمْ ســـمةً تحسن آثارُها
واشكر لمن أعطى ولو سِمْسِمَه
والمكرُ مَهْما اسطعْت لا تأتِه
لتقتني الســـّؤدد والمَكْرُمَه
وكان هذا الراهب من جملة رهبان يخدمون الفونسو الحكيم وكانوا يشرئبون للنظر في علوم المسلمين وترجمتها للسانهم(4)، ووقفنا أيضًا على ما يفيد أنها ترجمت إلى اللاتينية أو القشتالية، فقد ذكر الصفدي في كتابه: "نصرة الثائر" خلال حديثه عن مقامات الحريري ما يلي: "ويحكى أن الفِرَنْج يقرؤونها على ملوكهم بلسانهم ويصورونها ويتنادمون بحكاياتهم، وماذاك إلا أن هذا الكتاب أحد مظاهره تلك الحكايات المضحكة، والوقائع التي إذا شرع الإنسان في الوقـوف عليها تطلعت نفسه إلى ما
تنتهي إليه وتشوفت إلى الوقوف على آخر تلك القصة، هذا إلى ما فيها من الحكم والأمثال التي تشاكل كتاب كليلة ودمنة"(1) والصّفدي من مواليد القرن السابع الهجري، وفي هذا القرن كان الفونســو العالــم الذي يبـدو أنه من ملوك الفرنج المشار إليهم فيما حكاه الصفدي، وهو الذي أمر كذلك بترجمة كليلة ودمنة المذكور في النص أيضًا، وذلك في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي(2).
وبعد فإن الباحثين المحدثين – ومنهم المستعربون الإسبان – استطاعوا أن يظهروا فضل الثقافة العربية والأندلسية على ثقافة الغرب، وتمكنوا من الكشف عن عدد كبير من التأثيرات العربية في الآداب الإسبانية شعرًا ونثرًا، وأذكر من هؤلاء على سبيل المثال إميلـيو غوسـيه غومس، وخـوان
فـيرنيث، وفرنانـدو لاكـرانخـا، وكورينتي.
وقد كان لأستاذنا المرحوم عبد العزيز الأهواني مساهمة ممتازة في هذا الموضوع، ولصديقنا وزميلنا الدكتور محمود مكي فيه كذلك جهود معروفة.
وقد أتيح لنا منذ عقود أن نقوم بجهد متواضع في هذا المجال عندما
حققنا أمثال العوام في الأندلس لأبي يحيى الزجالي القرطبي (617هـ - 694هـ) فقد قمنا بشرحها ومقارنتها بالأمثال العربية القديمة والمولدة، والحديثة من جهة وبالأمثال الإسبانية من جهة أخرى، وقد ظهر من تلك المقارنات مدى الصلة بين الأمثال التي كان العامة في الأندلس يتمثلون بها وبين الأمثال العربية سواء منها القديمة أو الحديثة، وهي صلة طبيعية لأنها جميعًا تنتمي إلى لغة واحدة، وقد عنينا إلى جـانب ذلك بالمقارنة
بين الأمثال الأندلسية وبين الأمثال الإسبانية، وكان من شرطنا في هذه المقارنات جميعها أن يتوافر فيها التطابق بين نصوص الأمثال وصيغها، وأن تكون الأمثال المقارن بينها متفقة أو متقاربة على الأقل في مبناها ومعناها، إذ إن المقارنة على أساس المعنى وحده قد تكون أمرًا ممكنًا بين أمثال كثير من الأمم والشعوب.
وإنما توجهنا إلى الأمثال الإسبانية بعد الأمثال العربية لأن كلا من الأمثال الأندلسية القديمة والأمثال الإسبانية التي جاءت في أعقابها نتاج أرض واحدة، وثمرة بيئة طبيعية مشتركة، وإن اختلفت بعد ذلك بعض مظاهر الحياة ومصادرها، ولأننا قدرنا أن ثمانية قرون من الاختلاط والاحتكاك بين المسلمين والمسيحيين في الأندلس لابد أنها تركت آثارًا وخلفت بقايا ورواسب في مجال التراث الشعبي الإسباني عمومًا والأمثال منه خصوصًا.
وقد عني الباحثون المتخصصون – كما سبق – منذ عهد بعيد بدراسة أثر الإسلام في إسبانيا في مختلف النواحي الثقافية والحضارية والاجتماعية وغيرها، وأثبتوا بالأدلة والشواهد والمقارنات وجوه هذا الأثر في اللغة والشعر والقصص والفلسفة والعلوم. وتجاوزوا ذلك إلى الناحية الدينيـة فدرسـوا تأثير الإســلام والتصوف الإسلامي فيها، وحددوا الأفكار والعناصر الإسلامية والصوفية في مؤلفات رجال الدين والتصوف من الإسبان(*). وأصبحنا أخيرًا نقرأ دراسات في الأصول والمصادر الإسلامية والعربية لبعض الروائع الأدبية الإسبانية الكبرى التي ترجع إلى ما يسمى بالعصر الذهبي في إسبانيا. وذلك مثل "دون كيخوته" لثرفانتيس و" الحياة حلم" لكـالديرون وبعض مسرحيات لوبي دي فيجا، ومن الطريف أن عنوان إحداها مقتبس من مثل أندلسي ونعني بها El perro del hortelano فهو من المثل الإسباني: El perro del hortelano, ni
come las berzas ni las dejas comer وأصله من المثل الأندلسي الذي رواه الزجالي وابن عاصم هكذا:
- كَلْب الورد: لا يشَمّ ولا يخَلي أحد يشم(1).
وقد ظهر في عصرنا بعض المؤرخين من الإســبان يعزون إلى الإسلام وأيام المسلمين كثيرًا من النظم والتقاليد والعادات التي بقيت في الحياة الإسبانية بعد خروج المسلمين من الأندلس، ومن هؤلاء المؤرخين أميركو كاسترو الذي يقرر في أكثر من موضع من كتابه" "إسبانيا في تاريخها" أنه يجد في الإسلام وتراثه تفسيرًا لكثير من الحقائق التي خفيت عليه حين كان ينظر إليها من جانب واحد هو الجانب المسيحي(2) وبالإجمال فإن الدراسات التي تعالج
جوانب عامة أو خاصة من هذا الموضوع الكبير هي من الكثرة بحيث إن مجرد الإشارة إليها أو محاولة تلخيصها في هذا التمهيد يكون عملا لا غناء فيه وصنيعًا لا طائل تحته.
أما بالنسبة للتراث الشعبي -والأمثال منه خاصة - فقد رأينا المشـتغلين بعلم الأمثـال في إسبانيا
يقتصرون – حين يبحثون في أصول أمثالهم – على أصولها الدينية كالعهد القديم والعهد الجديد وأقوال آباء الكنيسة، أو أصولها اليونانية كأجوبة الكهنة وأقوال الحكماء وعبارات المسرحيات، أو أصولها اللاتينية، أو إلى منابع من البيئة الإسبانية المسيحية، ولم يدر بخلدهم أبدًا – ولو على سـبيل الفـرض والتقدير – أن تكون الأمثال العربية في الأندلس من أصول أمثالهم، وهم معذورون في هذا؛ لأنه لم تكن قد ظهـرت بعد هذه
المجموعة من الأمثال العامية في الأندلس(1)، ومنها مجموعة ابن هشام اللخمي الإشبيلي، ومجموعة أبي يحيى الزجالي، ومجموعة أبي بكر ابن عاصم، ومجموعة المورسكي ألونسود الكستيليو.
وقد كان الدكتور عبد العزيز الأهواني رحمه الله رائــدًا في هذا المجال، وذلك حين فتح باب المقارنة بين الأمثال العربية والإسبانية بنموذج يشتمل على واحد وعشرين مثلاً من الأمثال المتشابهة في مجموعتي ابن عاصم وسنتلانا(2). وقد نحونا نحوه ووسعنا دائرة المقارنة بالتماس النظـائر والأشـباه في أكـثر مـن مجموعة إسبانية. وبدأنا بأقدم مجموعة في الأمثال الإسبانية وهي مجموعة المركيزدي سنتلانا
Inigo Lopez de Mendoza, Marqués de santillana (1458-1398) .
واسمها: "Réfranes que dicen las viejas tras el fuego" أي "الأمثال التي تقولها العجائز حول النار" وهي مرتبة على الحروف، وتشتمل على 725 مثلاً، وتليها في الأقدمية مجموعة هرنان نونث Hernan Nunez (1475-1553) وكان أستاذ البلاغة اليونانية بجامعة سلمنقة، وقد نشرت مجموعته لأول مرة سنة 1555 تحت
عنوان"Refranes o proverbios en romance"
وهي أيضًا مرتبة على الحروف، وتشتمل على 8331 مثلاً، وقد تتابعت المجموعات وبلغت في عصرنا مبلغًا كبيرًا من الكثرة والاتساع، كالمجموعة التي نشير إليها باسم مرتبها لويس مارتينيث كليسرLuis Martinez Kleizer واسمها Refranero General Ideologico"" فهـي
تحتوي على أزيد من ستين ألفًا من الأمثال، وقد رتبها بحسب الموضوعات وضمنها معظم المجموعات القديمة والحديثة.
وقد قرأنا أيضًا الأمثال المستخرجة من بعض الأعمال الأدبية "الكلاسيكية" مثل ثلستيناLa Celestina ودون كيخوتة Don Quijote ورجعنا في أمثالهما وأمثال هرنان نونث إلى الكتاب الصادر عن منشورات أجـيلار Aguillar تحت عنوان: Refranero Espanol كما انتفعنا أيضًا بمجموعة برجوا José Bergua وعنـوانهـا كالعنــوان
السابق:Refranero Espagnol(*).
وقد تجمع لدينا من الأمثال الإسبانية التي تتفق أو تتشابه في الصيغة والمعنى مع الأمثال العربية ما يزيد على مئتي مثل، ذكرنا نصفها تقريبًا في مواضعه من النص، وسوف نستدرك ما فاتنا في دراسات
مستقلة إن شاء الله، ولعلنا بمتابعة القراءة والمقارنة نخرج بأمثال أخرى. ونحن نرى أن مجموعات الزجالي وابن عاصم وألونسود الكاستيليو سوف تتيح للمشتغلين بالأمثال الإسبانية الرجوع إليهما ليجدوا فيها كثيرًا من جذور هذه الأمثال وأصولها.
إن التطابق التام بين بعض الأمثال الإسبانية والأندلسية لا يمكن تفسيره في نظرنا إلا بالترجمة والنقل، وسوف نعرض فيما يلي بعض الأمثلة، ونحيل في معظمها على الرجوع إلى رقم المثل في متن الزجالي المطبوع.
يقول الإسبان في الأمر الذي يحدث بغير حسبان ويقع فجأة على غير انتظار: Nace en la guerta lo que no
siembra et hortelano وترجمته: يولد (ينبت) في البستان ما لا يزرع البستاني.
وهذا المثل ليس إلا ترجمة دقيقة للمثل الأندلسي:
ينبت فالجنان، مالا يزرع الجَنَّان (1).
وينبغي أن نذكر أن الأندلسيين يستعملون الجِنان للبستان، والجَنَّان (بالتشديد) للبستاني، وهو استعمال ما يزال موجودًا في المغرب، وهذا الاستعمال موجود أيضًا في نثرهم وشعرهم كقول بعضهم:
كانَّه رَوض وردٍ جَنَّانُه حَبَشِيٌّ
وإذن فإن الصيغة الإسبانية ترجمة أمينة للصيغة الأندلسية، وتكاد الصيغتان تتفقان حتى في عدد الكلمات، وقد اختلفتا من ناحية السجع حيث تميزت به الصيغة الأندلسـية ، ولكن هذا حسب أقدم رواية للصيغة الإسبانية وهي التي رواها هرنان نونث في القرن السادس عشر، لأننا نجدهم فيما بعد يقدمون الفاعل ليستقيم لهم ما يشبه السجع فيقولون:
Nace de la huerta, lo que el hortelano no Siembra
كما ورد المثل في مجموعة برجوا J.Bergua الحديثة،وفي هذا أيضًا دليل على الترجمة،إذ كلما كانت الصيغة الإسبانية قديمة كانت الترجمة فيها أكثر أمانة وأشد قربًا من الصيغة الأندلسية.
ومن الأدلة القاطعة بأن مثل هذا المثل لا يمكن أن يكون إلا بترجمة للصيغة الأندلسية احتفاظ بعضها بكلمة عربية أو أكثر في أول المثل أو في وسطه أو في آخره فمن ذلك المثل الإسباني : El polvo de la oveja,
alcohol es para el lobo
فهو ترجمة دقيقة للصيغة الأندلسية:
-غُبار الغَنَم،كُحُولْ هو لِعَيْن السَّبع(2).
وآية ذلك احتفاظ الصيغة الإسبانية بالكلمة العربية: الكحول التي هي نطق أندلسي لكلمة الكـحل الفصيحة، وقد ترجموا السـبع باللب وهما بمعنى واحد عند الأندلسيين، وكانوا يستعملون الكلمتين معًا لسبع الأندلس أوذئبها، وآية ذلك ثانيًا هذا التماثل في تركيب المثل في الصيغتين وتوالي الكلمات فيهما بترتيب واحد، ونلاحظ هنا أثر عجمية الأندلس في تراكيب اللهجة الأندلسية، وقد أشرنا إلى ذلك في أطروحتنا، ونحن نجزم بالترجمة في هذا وشبهه لأن له أيضًا أصلاً عربيًّا قديمًا، وقد رواه الثعالبي في التمثيل والمحاضرة كما يلي: "غبار الغنم كحل عين الذئب".
ومن هذه الأمثال الإسبانية التي نجد فيها بقايا من الصيغة الأندلسية قولهم:
El ajuar de la harnera, dos jarros y una hortera. Refr. Esp. Aguilar (H.Nunez) .Pag.229
وترجمته الحرفية: شوار الخبازة جرتان وصحفة:
"وهو ترجمة للمثل الأندلسي الذي رواه ابن عاصم هكذا:
- شوار دجيجة شقف وخرابة(1).
واحتفاظ المثل بكلمة الشوار El ajuar دليل على أصله الأندلـسي
وكلمة شوار بمعنى جهاز العروس استعمال أندلسي معروف، وقد نجد هذا الاستعمال في أشعارهم الفصيحة كقول الرمادي(كتاب التشبيهات:43):
كانَّ السحاب الجود أعرس بالثرى
فلاح شوار الأرض في كل موضع
أما الفرق البسيط الذي نجده هنا وفي حالات أخرى فقد يكون مرده إلى تعدد الصيغ في المثل الواحد أو إلى تعديل الصيغة عند الترجمة بحيث يتوافر فيها الجرس أو السجع، فمن النوع الأول قولهم:
Cedacuelo nuevo, tres dias en estaca. Sentellana, pag.221
وصيغته الأندلسية كما رواها ابن عاصم: الغُرَيبل الجديد أربعين يوم(2). والمثلان يتفقان في تصغير الغربال، والتصغير سمة مشتركة بين
اللهجة الأندلسية واللغة الإسبانية، ويختلفان في عدد الأيام لأن المثل – فيما نقدر – كان يروى بأكـثر من
صيغة، وقد تكون الصيغة الإسبانية صورة طبق الأصل لإحدى تلك الصيغ ودليلنا على هذا أن أصل المثل الأندلسي عامي مشرقي قديم، وقد رواه الآبي في نثر الدرر هكذا: المنخل جديد سبعة أيام(1)، وهو يروى في الأمثال المصرية هكذا: الغربال الجديد له علاقة(2).
ومن النوع الثاني أي اختلاف الصيغة لتعديل يقصد به السجع ويشبهه قولهم:
Nota, que el jarro no es bota
وترجمته الحرفية: لاحظ أن الجرة ليست زقا. فهو مأخوذ من المثل الأندلسي: لس يغلط فالزق بقلة(3)، ومثل هذا كثير. ونرجع الآن إلى الأمثال التي قلنا إنها تحتفظ ببعـض الكلمات من الأصول المنقـولة عنهافنذكر منها أيضًا قولهم:
De que non pueden al asno, ternanse al albarda وترجمته: لما لم يقدروا على
الحمار عدلوا للبردعة.
فاحتفاظه بكلمة البردعة دليل كاف على أنه مترجم ومنقول، وقد ورد في الأمثال الأندلسية بصيغ متعددة هي:
- خل البغل واتكا على البردع.
- يخلي البغل ويتكي على البردع.
- آش قدر للحمار رجع للبردع: والأوليان رواهما الزجالي،
أما الأخيرة فرواها ابن عاصم(4)، وهي أقربها إلى الصيغة الإسبانية، ونحن نحكم هنا بأن المثل الأندلسي هو الأصل لا لأن كلمة منه بقيت في المثل فحسب، ولكن لأنه أيضًا مثل قديم ذكره الطالقاني في الأمـثال البغدادية وذكـره غـيره. ومن الأمـثال الإسبانية التي نستطيع أن نجزم بأنها عربية الأصل تلك الأمـثال
التي تشتمل على أسماء عربية كعائشة وعلي وغيرهما(*).
ونريد بعد هذا أن نتساءل كيف ومتى ترجمت هذه الأمثال أو انتقلت إلى الإسبانية؟ نحسب أن الإجابة على هذا السؤال تتطلب دراسة دقيقة؛ولكننا نفترض أن تكون هذه الترجمة وقعت خلال العهود الإسلامية في الأندلس ونقدر أنها أثر من آثار الازدواجية اللغوية في الأندلس الإسلامية، حيث كان الأندلسيون عربًا وعجمًا، مسلمين ونصارى، يحسنون الكلام بالعربية والعجمية، وربما كان المثل الواحد يومئذٍ يقال بالعربية تارة وبالعجمية تارة أخرى، وقد يكون قسم من هذه الأمثال مما انتقل بواسطة المدجنين والمورسكيين حين أجبروا على الكلام بالإسبانية.
ونورد بعد هذا قائمة بأمثال يظـهر
فيها التطابق بين الأمثال العربية والأمثال الإسبانية والأمثال الأولى

مقتبسة من مجموع الزجالي الذي حققته، أما الثانية فهي مأخوذة من معجم الأمثال الإسبانية الذي وضعه L.MARTINEZ KLEISER
1- إذا ريْت لحية جارَك اجعلْ متاعك فَالْبلل.
Cuando la barba de tu vecino vieres quemar,pon la tuya a remojar.
2- إذا ازْوجَ شيخ لصبية، يفرح صبيان القرِيَّة.
Viejo que con moza se casa, de cornudo no escapa.
3- إذا ريت حَيْش يَلْمَع، ادْرِ أنُّ لآخَر بَلَعْ.
Si la serpiente a otras no comiera, dragon no se hiciera.
4- إذا ريت حمارك يمشي لا تزيدُ منخسْ.
Caballo que vuela, no quiere espuela.
5- إذا شاخ الباز لعبت به العصافير.
Del lobo viejo se burla el perro.
6- إذا تاب الزَّفَّان تبقى مناكبُ تخجَلْ.
Quien esta hecho a danzar, no lo sabe dejar.
7- إذا جيت تقلي سوف تدري.
Alfreir de los huevos lo vera.

8- إذا أراد الله يعطيك دارَك يُدلُّ.
A Quien Dios quiere dar bien, a casa se le vién.
9- إذا وقعت البقرة غزرت السكاكين.
Cuando cae la vaca, aguzan los cuchillos.
10- إذا أبطار سولك ارْجوه.
Pues tarda el mensajero, buenas noticias tenemos.
11- إذا ريت اليهودي يذم السلعة ادرِ أنه يشتريه.
Quien afecta despreciar, es porque quiere comprar.
أو
Quien dice mal de la yegua, ese la merca.
12- إذا أقلك حمار استخير الله وانهق.
Si uno te llamare asno, mirate al rabo; si dos remédiete Dios.
أو
Cuando todos te dijeren que eres asno, rebuzna
13- إذا ريت الضباب ابشر بالطياب.
Manana de niebla, tarde de paseo.
14- أقِل للكلب قال الكلب لذَنابُ.
Mandan al gato, e el gato manda al su rabo.
15- أنا نِعَلْمُ العوم وهو يَغطسْنى.
Yo te ensenné a mear, y tu me quieres ahogar.
16- المولى يعطي والعبد يشد اسط.
Duenos dan y siervos lloran.
17- اش تنفع العُبْسَ والضياف قد حلُّوا.
Huesped que ha de ser por fuerza, mas vale con buena cara.
18- إن كان مضت الخواتم بقت الأصابع.
Si se perdieron los anillos, aqui quedaron los dedollos.
19- السلف، إمّا عداوة وإمّا تلف.
Al amigo presté, y sin dinero y sin amigo me quedé.
20- الثنا خير من الغنى.
Mas vale adarme de fama que libra de oro.
21- الحق عليه نور.
La verdad ama la claridad.
22- العُشى الطيب من بكري تظهر.
La buena cena, temprano paresce.
23- الغدوَ لك والعشي لغيرك.
Ayer para mi, hoy para ti.
24- الأنْقَر في بلاد العُمي يسمى أبو العيون.
En tierra de ciegos, el tuerto es el rey.
25- الكيّس والبطي في سَنْتَبّطْرُ يلتقي.
Camino de Sanctiago, tanto anda el coxo como el sano.
26- آخر باكورا بأول تين.
De higos Abrevas
27- القطاع تطلع الْما للصُّمْعَ.
A dinero en mano, el monte se hace llano.
28- اللب أي ياوي ما يادي.
El lobo de amano, donde mora no hace dano.
29- الذي خرق الأشداق، ياتي بالأرزاق.
Quien dio que nacer, dara que comer.
30- الجوع مالو عينين.
Estomago con hambre, no escucha a nadie.
31- افتح كرنب سقتلك.
A poca carne, mucha berza.
32- اربط اصبعك صحيح، صحيح تجد.
Quien sano ata su dedo, sano lo desata.
33- اشورني ولا تعمل برايي.
Toma mi cosejo, y haz lo que quisieres
34- أفقر من فار المسجد.
Mas pobre que una rata
35- بين أخذ الديك وإطلاق ينتتف ذنب.
Daca el gallo é toma el gallo, fincan las plumas en la mano.
36- برطال في الفم، خير من وزّ
فالكم.
Mas val paxaro en mano, que buytr volando.
37- جمل بدرهم واين الدرهم.
Ablanca vale la vaca: Quién tuviera la blanca!.
38- جارك جاران مشوم، يرى في عيني التبن ولا يرى في عينُ التمون.
Veo una pajuela en el ojo del vecino, y no una tranca en el mio.
39- جوعًا تهدّدُ بالشبع لس جوع.
No es hambre verdadera la que pronot hartura espera.
40- جارك القريب أخير من أخوك البعيد.
No hay tal hermano como el vecino mas cercano.
41- حزْن الجماعة فرَح.
Mal de muchos, gozo es.
42- حُمْره فالوجه أخير من غُصّه فالقلب.
Mas vale verguenza en cara que mancilla.
43- حرك المحسَّه في دار الخيل يقلق صاحب الدَّبْره.
Anda el almohaza y toca en la matadura.
44- حانوت بوجهين.
Casa con dos puertas.
45- خسـارة لا يدري بها جـارك
فضل هي كلها.
Mal que non te save tu vecino, ganancia t'es.
46- إشْ قدر للحمار رجع للبَرْدَع.
Quien no puede dar en el asno, da en la albarda.
47- خلِّ جدّي وجدك وانظر جلدي وجلدك.
Vive de la fama de tus hechos, y no de la memoria de tus abuelos.
48- ذا اليد يغسل ذا اليد.
La una mano lava la otra e las dos al rostro.
49- كلامًا مليحْ، ودّعُ يكون ريح.
Palabras sin pensamientos, puro viento.
50- كل شيء في وقتُ حتى البلوط فينّير.
Cada cosa en su tiempo, y nabos en adviento
51- كل ديك على مزْبلة صيّاح.
Cada gollo canta en su muladar.
52- كل بَرْطل على سنْبُلْهُ.
Cada gorrion, con su espigon.
53- كلب الوَرْد لا يشم ولا يخلي أحد يشم.
El perro del ortelano, nin come las vercas nin las dexa comer.
54- لِسْ يقول الحق، إلاّ صبي أو أحمق.
Ninos y gente loca, la verdad en la boca.
55- مِنْ هنا يتعوّج الفقوس.
Con estos derechos salen los cogombros tuertos.
56- لِسْ يسمع الله من ساكت.
Quien non fabla, non loye Dios.
57- لس يُغْلَط فالزّق بقله.
Nota, que el jarro no es bota.
58- لِس القِرْد شِي ولو لبس وشي.
La mona, aunque la vistan de seda, mona se queda.
59- لو كان الحمق وجَع، في كل دار كان يسمع.
Si la locura fuese dolores, en cada casa darian voces.
60- مَنْ كثرت صَناعُ، قلت قطاع.
Muchos oficios, pcos beneficios.
61- مَنْ شكا ضرسا قلعو.
Aquien duele la muela, que se la saque.
62- مَنْ جيه أجْلُ، يمد رجل.
A la muerte no hay remedio, sino tender la pierna.
63- مَنْ أكرا است ما يجلس عليه.
Quien su rabo alquila, non se sienta cuando quiere.
64- مَنْ غاب عن العين غاب عن القلب.
Lo que de los ojos no esta cerca, del corazon se aleja.
65- مَنْ بزق للسما لوجْهُ يَرْجعْ.
Escupe al cielo, y te caera sobre el pelo.
أو
Quien al cielo escupe, a su cara le cae.
66- مَنْ هُو مسعود الريح يحطب لو.
Aquien Dios quiere bien, el viento le junta la lena.
67- من هو في سعودُ النميلة تقودُ.
Quien esta en ventura, hasta la hormiga le ayuda.
68- من لا يرى من ورا الغربال أعمى هو.
Ya es harto ciego quien no ve por tela de harnero.
69- ما مع القِلة مروّة.
No hay virtud que no eche a perder la pobreza.
70- ما معك في دار المَلاّح راحَه.
No hay quien se pueda guardar del ladron del hogar.
71- ما انبنت الزهرا من يوم واحد.
La iglesia de Santa Maria no se hizo toda en un dia.
72- ما تقع الَّلماع، إلا فالثياب الرَّفاع.
En la tela mas delicada, cae la mancha.
أو
En la mas fina grana cae una mancha.
73- ما يضْرَا الريح إلا على رايس سو.
A nave rota, todo viento es en contra.
74- مَن تحب النشاطر تصبر على حرارة الجير.
Quien quiere cal, concerla ha.
75- من بغض الكرنب في شارب ينبت.
Aborreci el perejily naciome en la frente.
76- من أكل بالسف من متاع ياكل.
Quien come de emprestado, come de su sace.
77- من أي كفزت المعزة تكفز المعيزه.
Salto la cabra en la vina, tambien saltara la nina.
78- من لدغت الحية من الحبل ينفر.
El que de la culebra esta mordido, de la sombra se espanta.
79- من واظب الرحى يطحن.
Quien esta en el molino muele, que el otro va y viene.
80- من جلس بلا شغل يطلب في راس قولُ عظم.
Cuando el diablo no tiene que hacer, en algo se ha de entretener.
أو
Cuando el diablo no tiene que hacer, con el robo mata moscas.
81- من يهترق دقيقُ ما يجمع كُلُّ.
Agua vertida, non toda cogida.
82- من أرادُ بجل، فات كل.
Quien mucho quere, pierde todo.
83- من لا يفزَع لا يفزَّع.
A quien no teme, nada le espanta.
84- لا تؤخر عمل اليوم لغد.
Nunca dejes para manana lo que puedas hacer hoy.
85- من خرج من ضيق وسّع الله عليه.
Pasa la mala hor que Dios mejora.
86- مطر فَبْريل، خير من فيض النيل.
En abril, cada gota vale por mil.
87- من حلف على الله حنثه الله.
Quien a menudo jura, alguna vez se perjura.
88- ما يدري ما في الموق إلا من ضرب به.
Solo aquel puede decirlo que sabe sentirlo.
89- صاحب صنعتك عدوك، ولو كان أخوك.
Quien es tu enemigo? Hombre de tu oficio.
90- إذا ظهر الباكور ما يبقى أحد يعرف أخور.
Al tiempo de higo, no hay amigo.
91- صحيح الحَوْصـَله مكسـور الجناح.
El mal del milano, las alas.
92- ضَرْبَه بقدره إن لم تجرح تسوّد.
El golpe de la sartén, siempre tizna y no hace bien.
93- عُمْ واحرز ثيابك.
No es habilidad pca saber nadar y guardar la ropa.
94- عطي للبربري شبر طلب ذراع.
Al judio datle un palmo, étomara quatro.
95- عينًا لا ترى قلبًا لا يوجع.
Ojos que non ven, coracon que non quiebra.
96- عشقًا احماري شم واطلع.
El requiebro del villano, buen pillizco y revolver con el palo.
97- عبوسه لا مطلقة ولا محبوسة.
Haja la enlodada, ni viuda ni casada.
98- عندك شي تسوى شي.
Si nada tienes, nada eres.
99- عيشه أس معها ما تلْعق، على الجيرين تتصدق.
Haja no tiene que comer convida huespedes.
100- غُبار الغنم كُحولْ هُو لعين السبع.
El polvo de la oveja, alcohol es para
el lobo.
101- في راس الجمَل ما لِسْ في راس الجمّال.
Una cosa piensa el jumento y otra el harriero.
أو
Uno piensa el vayo é otro el que lo ensilla.
102- قسمة حَنَنّش: النصلي والنص بيني وبينك.
Partir como hermanos, lo mio, mio, lo tuyo de entrambos.
أو
Partamos como buenos hermanos: la mejor parte para mi, y lo demas para ambos.
103- قردًا شارف لس يُعَلّم الرقص.
Loro viejo no aprende a hablar.
104- شتمت مولايَ تحت كسايَ.
A so capa, riome yo del rey e del papa.
105- هو فالمَذاكِر، وهم يسمّوه عساكِر.
Fijo non avemos, énombre le ponemos.
أو
El hijo por nacer, y la pamilla ya a herver.
106- هو لم يحصل فالقرعَه وهو قد صار خل.
Aun non esta en la calabaca, é tornase vinagre.
107- لا تذم نهارك، حتى تسد باب دارك.
No alabes ninguna jornada hasta que la noche sea llegada.
108- يطلب التين فالضرو.
Pedir peras al olmo.
109- ينوّر ولا يعقد.
Badajo de campana, si florece no grana.
110- يرمي الحجر ويجي بَرّا.
Echa la piedra e absconde la mano.
111- يمني ولا يوقي.
Promesa larga, vispera de nada.
112- ياخذ النار بيد غَيْرُ.
Con la mano ajena sacar la bras; o la castana.
أو
Con A gena mano saca la culebra del forado.
113- يدًا لا تقدر تقطعها قبّلها.
Manos beso cada dia que ver cortadas querria.
أو
Mano besa hombre que la guerria ver cortada.
114- يتعلموا الحِجامه فروس اليتامى.
En las barbas del hombre astroso, se ensena el barbero.
115- ينبت فالجنان، ما لا يزرع
الجنّان.
Nace en la huerta lo que el hortelano no siembra.
116-حَلزومْ لِسْ معها أيْ تدور، تربط في ذنبها ثور.
No cabia el mur en el horado, y atose
una maza al rabo.
117- على قيس كيسك، تمد رجليك.
Achica cama, échate en medio.
محمد محمد بنشريفة
عضو المجمع من المغرب

